ازرعي بهدوء، تحصدي بسعادة

منبه ساعتي يوقظني يوميا على الساعة السادسة صباحا حتى في أيام العطلة، واليوم عطلة، لكني استيقظت على صوت صغيرتي وهي تتكلم في غرفتها، نظرت إلى الساعة وانا أتساءل هل معقول دق المنبه ولم استيقظ؟ لا، بقي عشرة دقائق على رنة المنبه وفي العادة أنا أول من يستيقظ ويوقظ الجميع. نهضت من فراشي مفزوعة ومهرولة نحو غرفتها ورأسي تدور به الأسئلة. ربما حرارتها مرتفعة وتهلوس؟ فهي لم تكن على ما يرام مساء الأمس، أو ربما ترى كابوساً في نومها وتتحدث وهي نائمة؟ أو…أو… اقتربت من الباب فوجدته مغلقاً وانا دائما أتركه مواربا عندما تنام. علمت بأنها مستيقظة، فهي عندما تستيقظ كل يوم تقوم بغلق باب غرفتها لترتب سريرها من دون أن يزعجها أحدنا. فتحت الباب بسرعة لأجدها جالسة فوق فراشها بعد أن رتبته ممسكة بقصة استعارتها من المدرسة وتقرأ بصوت عال! استغربت المشهد فلازال الوقت باكرا جدا. اقتربت منها المس جبينها ورقبتها لاستشعر حرارتها، حرارتها طبيعية جدا! قبّلتها وهمست لها بأن الوقت لايزال باكرا خاصة أن اليوم عطلة. احتجّت بدلال معلنة رفضها وأنها تريد أن تستكمل القراءة. حسنا، قلت وذكّرتها إن تعبت تستطيع النوم من جديد.

 خطوت ببطيء نحو الباب مغادرة الغرفة لأسمعها تقول لي: ماما لو سمحت اغلقي الباب خلفك وتذكري أن تطرقي الباب قبل الدخول في المرة القادمة!

ابتسمت ولم أقوى على التعليق فأنا علمتها أن تستأذن وتدق الباب قبل أن تدخل غرفتي أو غرفة أخواتها وانا من زرعت فيها حب القراءة. أتصور بأن شعور الفرح الآن أكبر من شعور القلق.

اختصر هذه التجربة بنقاط أساسية انصح كل أم أن تعزز أهميتها في حياة أطفالها كي تصبح سلوكيات طبيعية:

– حب القراءة: وفّري القصص المناسبة لعمر طفلك وعوديه على القراءة قبل النوم وان كانت بضع صفحات. هذا التعويد يبدأ من قبل أن يتعلم الطفل القراءة بالجلوس معه قبل أن يخلد للنوم والإمساك بقصة قصيرة وقراءتها له.

– الاعتماد على النفس: شجعي طفلك أن يقوم ببعض المهام في غرفته ليشعر بالمسؤولية كترتيب فراشه عند النهوض من النوم صباحاً. تدريجياُ ستصبح هذه المهام الصغيرة طبيعية ولن تحتاجي لتذكير طفلك بالقيام بها.

– احترام خصوصية الآخرين: الاستئذان قبل دخول غرفة الوالدين أو الأخوة من أساسيات احترام خصوصية الطرف الآخر. لذا، كوني حريصة على أن تطرقي باب غرفة طفلك قبل دخولها لتشجعيه على التعامل بنفس الأسلوب.

– التعامل الهادئ: هدوءك في تعاملك مع طفلك سينشأ طفلاً هادئاً، يتحدث بهدوء ويتروى عند التعبير عن نفسه، لذا كوني هادئة ورقيقة حتى في زعلك منه وتجنبي أسلوب الغضب والصوت العالي في التعامل.

– اختيار الكلمات المؤدبة: كلمة من فضلك عند الطلب وشكرا عند الاستجابة لا تقتصر على الصغير، بل الصغير يتعلمها من الكبير، فلتكن هذه الكلمات المؤدبة أساسا في التعامل بين أفراد الأسرة الواحدة.

شاهد أيضاً

5 أزياء مميزة للأطفال تمنحهم طلة رمضانية استثنائية

يعتبر رمضان شهر العطاء والتعاون، والتأمل والاحتفال مع العائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى ذلك، يسيطر على المنطقة …